“وليرح ذبيحته”

“وليرح ذبيحته”
من أكثر عيوب الشعور المعرفي شيوعا ،أن تشعر بأن للكائنات المختلفة نفس التكوين الشاعري لك ؛وبمحاولة جر هذا العيب إلى حيز محاولة شعور الضد تتوالد عيوب أخرى منها تصنيف مشاعر الإنسان الفطرية إلى صنوف دونية كليا ،أو علوية كليا ،بمعنى أكثر وضوحا أن تؤمن بأن هناك من خلق مفطور على مشاعر دونية صرفة ليكون مؤهلا لخدمة من خلق بمشاعر علوية صرفة ؛ثم تنحدر إلى سفه ظلم الذات الإلهية -جل في علاه- ، أعود إلى المبتدأ بضرب مثلا لعبط الشعور : مشروع إنارة حظيرة لقطيع الأغنام الدائم ،سيكون العبط في تسارع الشعور نحو أهمية المشروع وعدم جدواه؛ ففي الواقع الواصل إليه شعوري أني لا أشعر بأن الأغنام تهتم لوجود الضوء من عدمه ،كما أني أشعر أن الأغنام ميسرة لأن ترتاح بالذباحة الحسنة وهي عند ذلك تكون في قمة النشوة والسعادة …

إلى ولدي(.)

أي بني:
في قرار أتخاذك خليل وصاحب ، سواء كان صديق من خلال القراءة في كتبه ومقالاته أو صاحب من خلال المشافهة والمواجهه ؛ لاتختر أولئك الذي يصفون لك الواقع كما تشعر به فهؤلا يكررون نسخة من الواقع لديك يحتل مكانا ويشغل حيزا تافها في الزمن ،ولا حتى أولئك الذين يرددون مأسيك بحجة الدفاع عنها وهم يسقونك الذل على مثل العجز ،
اختر أولئك الذين يبنون الحاضر على حطام الواقع ،أولئك الذين ييقى مقامهم محفور على أرض الزمن وهم مؤمنون بوجودهم في ذاكرة أعداء قضيتهم التي لاتنسى محاولة هدم أحفوريتهم ،أولئك الذين يعملون بنظرية أن الاستعانة و الهمة تمتطي المؤمرة لتبني عاجية برجها ؛ وصاحبني ومن شابهني في حبك واسعوا في ظلال الله إلى ظلاله..

إلى ولدي (.)

أي بني:
لا تتخذني قدوة مهما كنت تراني حسن ،وأنا سأظل في سعيي لأن أكون أحسن وأحسن ،ولا تتخذ من الصالحين قدوة مهما رأيت من صلاحهم ، فقد تسجل هفواته ونزعاته النفسية في ميزان المتاح وتضيفها إلى هفواتك ونزعاتك ، فتصبح مالك لنزعتين شيطانية ،نزعتك التي تحاربها ونزعة قدوتك التي ابتليت بها وأقريت بأنها متاحة بنص ممارستها من قدوتك ؛ ثم أني أخاف أن يختل معنى الصلاح في نفسك ،فتكره الصالحين من فساد فهمك لإنسانيتهم حين يخطئون أو قد يصل بك الأمر إلى حب المجرمين وتبرير شيطانيتهم بإنسانيتهم فيختلط عليك مفهوم نزعة الإنسان ونزغة الشيطان ،،،
كن محب لصفة الخير في الإنسان مبغظ لصفة الشر في ذات الإنسان ،كن محب للصالحين برغم أخطاءهم مراعيا إنسانيتهم وقصور معايرتك ،أما القدوة فلا تتخذ إلا محمد -صلى الله عليه وسلم- ،واعلم أن رأي البشر في أمور كثيره مهما بلغوا من العلم ،ومهما بلغوا من حبهم لك محط معايره وأنك وحدك من سيحاسب عن عمله وعن أثره ووزرك وإن حملوه فهو مستقل في نسخته وستحمل نسخة منه وحدك فلا تنجر وراء الأراء مهما كان مصدرها مشهود له بالحكمة ،فشهادة الحكمة العليا منحت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم – فما الذي يجعلك تترك كلامه الذكي كامل الحقيقة لتستمع إلى رأي يحتمل الصواب..

من على سطوة الماضي

من على سطوة الماضي
وهيبة الذكريات السحيقة
نحفر أحلامنا
في صخور اليأس التي لاتلين
إلا لأمثال أحلامنا
خطوط أحلامنا مرنة
ودفعاتها معرفة
وفي معارجها صكوك مقرفة
تماطلنا تعاندنا
نكابر
نصابر
نحارب
نحققها
إذا كنت هشا طريا وتلفظ نفسا
لاتسلك طريقة الأحلام
عش واقعا سخيفا
قانعا بسم رغيفا
لاتنفق المال
فكل صفقة بصفعة
انفق قليلا من نفاق
تصدق بباقي الرفاق
الخيال حرام
والسلام في امساك اللسان
قل بأن ماتراه من التقدم والتطور
مجرد هذيان
وأنها مجردة من سلسة
دقيقة الأحلام مميتة وقاتلة

الحروب

في كل الحروب الناجحة في إجتثاث الخير كانت ترسم أعداء من الوهم وتخلق عداء من الخيال لأن وجه الخير لايمكن للواقع أن يرغم الحرب أن تتقبله كطرف فيها مهما سعى الأطراف الأخرى لصبغ وجهه بالسواد وكل الحروب بمصطلحها الذاتي لا تجتث إلا الخير =كل مصطلح للحرب مهلك لأنه نزوح للشر وسلطته ..

الحرب قد أشتعلت كثيرا جدا والصراعات قد بدأت في وقت مبكر جدا ،حتى أن من قتل اليوم ومن قتل في ماضي الأيام والسنوات قد قتل جدا مرات عديدة هو اليوم فقط لم يعد يمتلك الصبر ليقتل مرة أضافية أخرى ،لهذا تضرج اليوم بدمه بعد أن كان ينزف الصمت بدمعه ؛إن الحروب و بقايا الحروب التي لازالت مغطاة بالصبر تشتعل في حلبات مغلقة بأقطار مختلفة من أقصر قطر بداخل الإنسان إلى أقطار مختلفة في الجماعات والأحزاب والقبائل والمناطق والفرق والدول ؛ وحدهم من يزرعون الإخضرار ويبحثون عن النفاذ من الأقطار يتسللون بعيدا عن مشكلة الدمار بقدر ما أستطاعوا …