جمالك يأخذني إليه

جمالك يأخذني إليه ،ربما أنا الآن سأحاول أن أسحبه إلى خيالي لأهمس فيه بالجمال طويلا هذا إن استطعت فجمالك متشدد في التجدد ، حتى أني قبل ذلك أرى كل الجميلات ولا أرى فيهن إلا أنت ،
تعلمت الكثير من ألوان النساء منك ، ولم أجد القليل الباقي إلا فيك، رغبتك الجامحة في تغيضني ، وسطوتك الصامتة علي تقيدني ،رأيتك في كل الأماكن التي أرى نفسي فيها كانت جميلة بي واليوم معتمة بدونك ..

لم تكوني يوما أجمل من الحد الذي يدعو إلى خوف الاقتراب ،ولم تكوني يوما تلك التحفة التي على شكل جثة تنضح بالتناغم في التقاسيم والأجزاء المتناسبة لكنها تصلح أن توضع لتغطي تراب النافذة ،لكنك كنت الجميلة التي تنادي والتحفة التي تعج بالروح …

لايجب أن تنسينا الشهوات انسانيتنا فهي من الإنسانية

لايجب أن تنسينا الشهوات انسانيتنا فهي من الإنسانية ،
في حياتك سد شهوة الحاجة بالحلال ما استطعت وبقوة هنا يقال عشت حياتك ،وتجنب شهوة المعصية ولاتقرب سبيلها هنا يقال عمل للأخرة ،إن من الناس من لزم المسجد ولزم أدابه الكلية حتى إذا خرج إلى الشارع لم يلزم أدابه الفرعية ،وكأن المسجد رباه لأهل المسجد ،وكأنه يريد أن يجعل لوجه النور اتجاه واحد ؛وإن للنور اتجاهات لاتنتهي تبدأ من كف الأذى باللسان واليد حتى خالص الذكاء من العطاء ،التربية تبدأ من افراغ الشهوات والتدرب على الطاعات ،ومن أجل الطاعات الشعور بالحياة فمن يشعر أنه حي كملت إنسانيته واستحق كرامته فهو المكرم الكريم ؛ الشعور بالحياة احساس لاينام يصيح الطير في أعالي الجبال من صر الريح فيشعر ،تتعثر الدابة في عروق الصحراء من خوف الضياع فيشعر ،تتألم الديدان في بطنة من الجوع فيشعر ، هو يشعر بألم الحجر الصغير حين يتكأ حجر كبير عليه ،هو حي ويشعر بأن الوجود يتنفس من نفسه ولو قطع لاختنق الوجود ،لايسمح لأجزاء روحه أن تموت فهو يحب أن يموت دفعة واحدة كاملة وينتقل برقي ، هو يعلم أن الأجزاء الميته هي مصدر أذية للكون ،فمن مات جزء منه بدأ أذيته من نفسه ،فلايشعر بذاته حين تتألم في جزئه الميت ثم وسع دائرة أذاه لتشمل الإنسان فالإنسانية فالأرض والسماء والحيوان ،هو بعد ذلك سيتكلم بغباء ويندد بكل الأحداث وهو لايشعر أن الأجزاء الميته منه سبب كل هذا العناء ،،،،
نسأل الله أن يعافينا من هذا الداء ويجعلنا أحياء في يقظة نشعر بكل ماحولنا ،وأن يشرفنا لنكون نحن الدواء …

قل للأوراق شكرا

قل للأوراق شكرا
أن ذكرتني
فلفائف الذكرى غرام
منتشي
قل للأوراق المتلونة
بي
احكي حكاية سلام
ولتشهدي
أن الوسائد أنبل وسائل
فك الزحام

فالغوص في الأحلام
وتحمل الألام
والصبر حتى يشعر الضوء
المنتحل وجه الظلام
ودمع العين حين يشق الخد
أمضى من حسام
وتنافس الكلمات الطوال
من طراز اليقين المواكب
لسارية المقام
وومضات التحسر
وفواصل الندم العميق
وقباب السهو العريق
بوحي الانسجام
وكل هذا مما يساهم
في مواجه الطريق الموجعة

الوهم والهم وسلطان اللئام
الظلم والضعف
الضر والخوف ومزلازلات الوئام
الجوع والجهل
العجز و العهر وسيء الأسقام
وما إلى هذا مما يمثل
معانقة الركام
تمضي مشتتة
مفرقة حول الوسادة
من بعد التكدس والتمرس
في التفرس والتغطرس
يفض بكارتها قيام

قل للوسائد انفضي
تاريخ الغموض
وشمري
فحفائظ الحال تنام
وتنقلب وتنقضي
وليس يشبعها منام

كوني قوية

كم يؤسفني أن تستسلمي وأنت بهذا الكمال النسائي !!؟حفاوة جسم ، وعنفوان قلب ،وسلامة عقل ،ورصانة فكر ،إذا تبسمت الزهرة الملونة تبعثرت من كامل الجمال إن لم تحاكي لألئ ثغرك ،وإن صفت السماء لم تنعش إن لم تظلك ولو في بعدك،أنت اللباس كالسحاب وأنا الفراش كالبحر في وجودك ، إن زادت حرارة شوقي تسرب مني شيء وتصاعد إليك ،وما شوقي إليك إلا كحاجة الأشياء كلها إليك الزهر والخضرة والأرض ،النهر والفطرة والحياة ،الطير والمحبة والسلام ؛ إن استسلمت للسقوط ،وافترض السقوط أنك صرت قطعة منه، ذهب معنى الروعة في الزهور وحل معنى الذبول ، وفاقت السماء من زرقتها ،وتوقف قلب البحر ،فبعد نبضه وحرارته والأمواج سيأتي جموده وموته؛ وهذا كله فقط على فرض من السقوط ،فماذا لو تأكد ؟ أظنه يقاسمك معناه ويسحق ذاته في ذاتك لتكوني أنت بكامل السقوط ؛لهذا فإن نية الإستسلام أو حتى تجربة النية انسحاب ابتدائي يتبعها جر لا مفر منه ،ابقي كما أنت ،هذا رجاء يتحقق بالدعاء والحب ؛فالحب بوجه كالشمس في نوره وحضن كالسحاب في حنانه ، أما يده فالعطاء الذي لا ينفد ولا تحتويه اليد نصافحه بالقلوب مع شوق الأيادي ، الحب معجزة البقاء على شوق اللقاء لتتحقق فيه حاجة كل الأشياء وهذا تكرار بقول آخر لمعنى شوقي إليك..

أنا مهلهل اسمي يلازمني

أنا مهلهل اسمي يلازمني
أحيا به سرا وجهرا
سترا وظهرا
أنا المهلهل اسم الولادة
اسم بها نادى أبي
لا لم يسميني العراف
حين مرضت بعد ولادتي
ولا المنجم بالكهانة
كي تزيد وسامتي
لم يختلط بكناية
كي تكون فراستي

مهلهل به أسمى
وبه أنادى وبه أحاسب
يوم أسوق غمامتي
لا أختفي وراء اسم خفي
كي تضيع حقارتي
فحقارتي وفورة النزوات
تخص روحي وتكتب
في صحائف صفحتي
بالاسم هذا وبذلك الاسم
المنقب بصورة حالتي
هذا الأخير لا لن أكونه ولم أكونه
اسمي مهلهل لا أخونه
ومن النصاحة أنني
اربطة بالاسم العلي الأمجد
انه اسم أبي

أنا مهلهل لزمت الصمت
أو خفت أو تراجعت
صبرت في اندفاعاتي
في هفوتي
في شطحات صرامتي
في يوم مولدي
ويوم بطولتي
أنا هو متحمل نوري
وبه حنين قتامتي
ولأنني لن استعير اسما
يصافح نزوتي
فلن أغادر هذا الاسم
كي ازيل حماقتي
اسمي يعانق شهوتي
وصبابتي
اسمي ينافق خطأي
وعمدي
وبه أقابل توبتي
عزما وهمة
قهرا وغمة

معنى الشرف ومتعة العفة

في وقت أخذ نفس لمواصلة القراءة أسمع قراءة ندية عذبة صوت يتغنى بالقرآن ويردد آياته بخشوع يصل إلي ،لم التفت اليه فقد صنعت في خيالي صورة ملك لا أرى إلا نوره ،فلما زاد يقيني بإنسانيته وكرامته العليا وزيادة فضله عن الملك ،زاد بذلك فضولي للنظر إليه ،بدأت نظرتي من يديه الشريفة التي تمسك المصحف بهدوء ،لم أكن أتصور تلك اليد ،فقد بدى ساعد يده أجرد جلد لامكان للشعر فيه فطبيعة عمله على مايبدو شاق جدا لم تجد الشعرات رطوبة تجذبها لتنبت فيه ،لونه بني تتمدد فيه عروق منتفخة تملؤها الدماء ،باطن يديه فيها ندوب جافة قوية ،رأيت فيها معنى الشرف ومعنى النزاهة والعفة ،رأيت فيها معنى النقاء ومعنى الإيمان ..

الحرب على الإسلام من قبل المسلمين

مايحدث في الأرض العربية والإسلامية يؤكد أن هناك من يحاول أن ينجح -وإن ظهر أنه نجح -في أن يعلن الحرب على الإسلام من قبل المسلمين ، فبمجرد ظهور الأرض المسماه إسلامية بهذا الوجه المرسوم في أصل ملامحه أن الإسلام دين حرب وهو في الحقيقة دين حب وسيبقى “يحبهم ويحبونه”
“يأيها الذين أمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم ”
لأولئك المسلمين الذين أصابتهم ردة في الشعور وتعطلت حاستهم واعتزوا على بعضهم وكانوا يسموا مؤمنين فالخطاب لأمثالهم فالدين حب أولا ثم ذلة على اخوانهم أعزة على أعدائهم ،،فإن أصابتهم الردة تغير حالهم وانقلب الجهاد في سبيل أضغانهم

كالقمر معلقة في سواد قلبي

كالقمر معلقة في سواد قلبي ،
كنجمة تؤرق المساء بظلها ،
ككوكب النسيان يدور بانتظام،
ككل سماوات قلبي
وكل الفصول
وسهر العيون
ونور النحور
تسير بمجدها كل الفراشات
كشال الحرير
وحذاء شاركيل
تعترف به زهور المأثر

رأيت في قلبي سماء
تعلقت بها نجمة
رأيت في قلبي مساء
تنير سواده ورده
رأيت في قلبي فضاء
تسبق تكوينه قبلة
رأيت في قلبي فناء
خواء هواء
تعمر خرابه حواء

رأيت أني شيء بشيء فاتني
تداركت نفسي بلمسة عنقك
رأيت أني شأن بشأن شانني
فجملت نفسي بحفنة حبك
رأيت أني شاعر بشعر مارني
فقاسمت حرفي ذكرك

الظل والشجر الكبير
وثبات رائحة العبير
وأنا وقنديل التحية
ننتظر كلمتك الفتية
فأنت فكرتنا الغنية

قالوا بأن جمالك فتنة

قالوا بأن جمالك فتنة
فقلت الجميل عنادك
ضد ضلالك
حليب يديك
وجولة عينيك في أرجاء دهشتي
وصبري عليك
يزيدني مهلا
وتمهلي يزيدني حبا

قالوا بأن نظارتك جنة
فقلت الجنان جنونك
شوقك وتلهفك
غرامك وتغزلك
جسارتك وتيمنك
تزيدك عفة

إنسان من حب وجوهر
وأنت من نهر وسكر
تجري وأتبعك
توقفي إني أحبك أكثر
لا تتوقفي إني أنا من أكبر
فلنلتقي كحبنا نتطهر

الحب قاموس شهي

الحب قاموس شهي
يطل بما نشتهي
يظهر في حلمات حالمات
أو كصفوف بها أجمل الخادمات
يظهر كليل مطير مثير
يصفي عيون الكليل العليل
أو كالنهار الفضيل
يمسح شطر الحياة الكئيب
يظهر كحداد قصر الأمير
يثني خوف الأساطير
كالقدر المرتجى
تسعى به خيول السماء
يأتي كعصفور مهد رضيع
يغرد ولا ينتشي
وبالحب لا ننتهي
تصدق أنا نسينا
قناطير من ذهب تسعى إلينا
تركناها لصالح كتابتنا للنصوص
لننهي عهد اللصوص
وفي ظل هذا الخصوص
هو الحب يأتي كقلب الوليد
يذيب أواني الجليد

هو الحب أسم بهي
نسميه ختم الأماني الوفي
نسميه نور القلوب
وعين الرعاية وقلب النسيم الرفيع
ومفتاح سحر الملاحة
نسميه أفيون الوجوه الباسمة
نسمية ضمة سمو ولهفة عرس
ومنقذنا من الهاوية
تحلق به كل أنظمة الخيال العالية