ظلام خفيف أو كفيف لا يرى ولا يُرى ..
زارني ، أو زاركم أو قد يكون طاف الجميع ،
و في نهايته أنا ..
قد بان في قدميه آثار الطواف ،
و آثار السلام نُسيت معالمها على راحة يديه ..تساقطت خيوطه السوداء من رأسه ،
و هذا الشيب يستولي على رمش من عينيه ، ويقتل حاجبيه …
لم أستطع تركه ، ولا طرده ،ولا إسعافه..
لم أستطع حرقه ، ولا دفنه ، ولا نسيان حالته الكئيبة..
من واجبي السير غدا في جنازته ،
أو زراعته على سور الحديقة ،
لتحتمي الأزهار من عبث الإضاءات الشديدة…
هل أنتظر الصباح يأتي ليدفنه معي ؟
هل يسمح النور بغرس نفسه مع خيوطه ؟
فكرت أن أحرقه كأصحاب الديانات العتيقة…
قررت أن أنتظر الصباح…
أين صوت الديك ؟ فما في الحي غير أصوات النباح… أين الظلام ؟ أين هو ؟ أين تلاشى وأختفى ؟
ذهب مع الرياح ،
أو أفزعته كلاب الحي …
أظنها هجمت عليه ،
أو قد يكون صوت الديك أطربه وصار مجبورا اليه …
لم تستفد منه الحديقة ولا أزهارها…
لم استغله بالصلاة ، أو القيام ،أو التعبد ….
قد طار جنح الليل ،
و أنا هنا أبكي رثاء وحشته ،
أو قد يكون الدمع من فرحي و تخفيفا عليه …