من يعتقد بفصل الدين عن السياسة

من يعتقد بفصل الدين عن السياسة والحياة ؛اعتقاده يستحق منا الرحمة ،والإرشاد ،فهو في ضيق إدراكه لما يلبي حاجته ،هو في وعي ولد في زير من الظلام ؛ أظنه ولد يوم ولد في فرحة كبيرة أنسته حياته السابقة الجميلة ..
أقول في البدية من الفصل : وعيك هذا نتج عن عقدة فصل حين لم تستطع الفصل بين الإنسان ككيان والدين كمرجعية للقياس ؛فما يقوم به الإنسان يحتاج إلى مختبر لقياس جودته أو معيار للنقل منه ،فالانسان الكامل من يلبي كل المعايير بدرجة عالية من الاحتراف ليعكس مدة تدربه على ذلك وقدرته على ترويض نفسه وتطويعها لتحقق معايير القياس هذه المعايير هي الدين ولا دين إلا الإسلام ؛فمن خالف المعيار لا يؤثر على ذات المعيار بل على ذاته هو …
بعد أن نتعلم الفصل بين الانسان ككيان والدين كمرجعية للقياس سنكون قادرين على تقويم أنفسنا بمرجعية كاملة لاتحتاج إلى إعادة صيغة بسبب نتائجها الكارثية بالتجربة والخطأ ؛ بعد أن نتعلم الفصل لن نعيد خطأ الإنسان ككيان إلى سبب غامض وتافه كذريعة لتسفيه المرجعية ..
بعد أن نتعلم الفصل سنسمي الأشياء بمسمياتها ،،فاللص هو المتلصص ،والسارق هو من يستغل الغفلة والمختلس هو من يستغفل الأمانة ،والكافر هو من يعتنق كفران النعم ،و و …الخ

بطبيعة الإنسان مهما كابر على نفسه أنه لا يستطيع أن يعيش دون معتقد يأويه ويرجع إليه لينسب رأيه ويقتبسه منه ، وإلا ظل إحساسه مبتور منقطع لايستطيع نقله بالقياس أو ضرب مثال ،أوحتى نقل التوصيف به ؛حتى أنك تجد أولئك الذين لايعتقدون هم في حقيقتهم معتقدين ، فبينما هم يخرجون من الدين إلى اللادين يعتنقون عقيدة الشهوة ،تلك العقيدة اللادينية الواسعة المتفرعة بداية من شهوة العقل مرورا بشهوة الضد ؛ والكثير من الفرق، والتفرعات حتى الوصول إلى شهوة الكسل …

الإسلام ليس قبله دين هو الأوحد والأول والخاتمة ،وكل شيء خلق وهو يعانقه ؛وما من شيء نسيه إلا وتذكره ولكن بشكل أخر حتى أنه يظن نفسه والدة الذي أنجبه فيسميه بما يوافق رغبته ويربيه بطريقته وعلى مذهبه ويشكل فرقته ؛كل النبيين يدينون به ولكل منهم شرعة بنص رسالته التي لاتخرج عن الإسلام كدين هو المعيار والمرجعية الأزلية …

السياسة تمرد على العمل قبل الدين ،لهذا نجد السياسات في ولادتها تتوكأ على الدين قبل أن تتمرد عليه ،وهي متمردة على العلم قبل ذلك ،حيث بدأت بترويض العلم لتطويع الدين بحسب حاجتها ، حين تكتمل هيمنتها عليهما تكون قد امتلكت زمام تسخيرهما للاعتراف بالخضوع المطلق بأحقيتها في الاحتواء الكامل لهما ولامفر ولا منفذ لهما من محيطها هي المنفى الدائم لكل منهما…

القلب ذاكرة خالدة

القلب ذاكرة خالدة

صورة الإسلام التي يظهر بها الشيطان ويجري عليها تعديلاته في كل إطار جديد من الزمن بسرعة تفوق الذاكرة العقلية هي تلك الصورة المعتمدة في خطاب الضد و العقل ؛فللعقل ذاكرة ظاهرية لاطاقة لها بالمقارنة تمحي الصور القديمة وتستبدلها بقيمة لمبدأ جديد ليحدث نسيان المبدأ القديم ؛فإن شئتم أن تروا نور الصورة التي أحرقت الشيطان وأعوانه عودوا إلى ذاكرة قلوبكم ،فللقلب ذاكرة عميقة فطرية تؤرشف ،تقيس ،تقارن ،وتنتج فكرة //النسيان يصيب العقل ، والقلب يصيبه الصدأ لكنه يتذكر //القلب يصدأ وتظلله غشاوة من الحقارات لكنه لا ينسى //القلب ذاكرة خالدة …

الرسائل الغامضة الفاضحة

مايجلب الطعم الفاقع المر هو أن الرسائل الغامضة الفاضحة تصل إلى من لا يستحق الفضيحة ولا العار ،لأنهم مكتملي الإحساس ،يأخذونها بمحمل القول :’ولما لا أكون كذلك ولا أشعر؟’ ؛ بينما يقف من يستحقها موقف الواثق بنفسه الغارق في وهمه هو من لايحمل أثر من شعور ..
أصدقائي أصحاب النفوس الجميلة إن رسائلي لاتمسكم فهي ليست بالضرورة لهذا العالم الافتراضي ؛وليست بالضرورة لأشخاص في عالمي الواقعي؛ قد تكون لنخبة الشعوب الساقطة من تدعي النضال وهي كاذبة ؛شعوب عربية نقية دس فيهم خونة جهلة صنعوا بأيدي أعدائهم ثم غيبوا في نزواتهم وشهواتهم، حتى انك تسمع في كلامهم لسان عدوك ،وترى في عيونهم سهام الإنتقام المشتعلة بالحقد لكل ماهو جميل في أوطاننا وشعوبنا ..
سيماهم في احساسهم المريض ،كبلت قلوبهم الأمراض النفسية حتى صار سلوكهم أعمى ،،هم ‘لاأيين’ يعشقون كل ‘لا’ ليس لها وجود ،
هم من لاشيء في خرافاتهم وهم بذلك لاشيء يعتقدون أن هناك عدم مسخرة هي عقولهم ،هم لادينيين في معتقدهم وهم بذلك لا إنسانيين ،فالإنسان له دين…

أنا لست شيء مماذكر

أنا لست أفكاري ، لست أفعالي ، لست مشاعري ،لست كلماتي ،لست جسدي ،لست شيء مما سبق ، أنا الأمس لست أنا اليوم ، كما أني أتمنى أحيانا أن أكون في الغد أنا وأحيانا أكره أن أكون أنا ،أنا متغير ذاتي يصيبني التغير في جسدي حتى أني أشيخ وأهلك ،يصيبني التغير في مبدأي حتى أني أقوم وأصلح لتحقيق الرؤية الواحدة ،يصيبني التغير في قناعتي وهذا أنا لا أتغير ..
لاشيء يجعل المبدأ واحد ففي الرياضيات للمبدأ مدى والمدى فترات ،وفي الطبيعة للمبدأ نسبة خطأ والخطأ وارد من القصور الذاتي وتقويمه يحتاج إلى مدى والمدى مفتوح لا أحاطة لي به ،،،
في النقل جاء أن دين الله واحد في الأرض والسماء وحين أستعمل العقل تفرق الدين إلى فرق وهويات تفاضلية ،،فمن سلم التناقض في ماهيته ملك النقاء في قلبه والصفاء في عقله …

المستحم في الخيال

المستحم في الخيال
تلبسه قطرات الماء البارد
يفتح عينيه ليرى انتفاضة
عمره
قد كان يخجله الخيال
كان إذا تفجر في فكره
سار بملء رغبته
إلى زاوية سوداء
يركن فيها عدة صيدة
هناك ترقد كل النبال
شباك عنكبوت
ودغدغات رمال
وصهيل خير
وصوت أغنية الشمال
تزمجر بهدوء نعامة
لتأخذه هناك حيث
يمارس الصيد الشريف
بخياله المربوط تحت
وسادة النوم
يدوي صوت رصاصة
تفك لثام خياله
وينكشف اللجام

الآن أصبح حر في تفسيره
يبكي ويعني بالبكاء
كما يتفنن العصفور
في محاصرة البقاء

لا لون يجعله يرى
الألوان واحدة
ولا مذاق يعيقه
عن تصاريف اللقاء
يمشي كأن دموعه
مخطوطة ترسو على متن التراث
وكأن لسانه حجب الزمان تكشفت

هذا القدير مسماه الجدير
سحابة النور حين تسندها أركان النضال

واجب يبقى علينا

قبل أن نزرع السواد
واجب يبقى علينا
أن نملئ الأرض فساد

قبل مشروع القطعنة
ولنغرس للراعي ذريعة
كمكافحة الشيطنة
واجب يبقى علينا
أن نفرش قاع العقل
إقلاع البرمجة

قبل أن نعلن برنامجنا الأول
واجب يبقى علينا
أن نغير معنى الأسفل
هكذا يصبح الإعلان أسهل
ويصير ذلك المستعجل في إذاعته
شخص مبجل
حينها نعلن برنامجنا المطول
بدأ البرمجة وخريف القطعنه
مادام أصبح شيطانهم
شخص مبجل
لنسجله في فهرسنا أول معول

للعاشقين عيون

للعاشقين عيون
نصفها قمر
فيها سماء
غزلها مطر
ونصف هذا النصف
في صبحه مقمر
وفي لياليه دمعه مكر
وفي ثنايا
خده نور تؤجره
كل العيون العابرات
كمرمر الزهر
ألوانه صدق
وإن تجرأ كل العابرين
وأمتدت يد الفضول
لتلمسه
كعنبر النهر
وجوده كذب

للعاشقين عيون
نصفها قمر
و نصفها الباقي
مغامرة
تصارع الأرض
والتيار عازمة
على البقاء
في خضراء بلا قطر
الحب فيها
سماء عطر
وبحر مجفف
يمضون في ظله
كالياسمين المخفف
كنوارس الثلج
في حضنهم دفء
عريض مرفرف
في ضمة أياديهم
جنوح عاصفة
وقلب عاطفة
تلين وتخسف

للعاشقين عيون
كلها سحر
فيه حياة
نبضها سكر
وفي محياه الطليق
روض وماء
وورد صمتها شكر

للعاشقين عيون
طيبها شجر
ثمارها العشر
مذاقها شعر

لو كنت أنوي أن أموت

لو كنت أنوي أن أموت
لمت قبل الآن
هذا خيار الموت
فالانتحار نية الموت الجبان

لو كنت أنوي الانتظار لنهايتي
لانتظرت أكثر من أي وقت
هذا خيار الخوف
فالتراجع فدية الخوف الشديد الانتظار

لوكنت أنوي أن أخلد
لاستطعت
فالروح باقي ماعملت لحاضري

أنا لن أموت
وجثتي تمضي إلى الرمق الأخير
وألف روح تنبض بالحياة الماضية
فالحر عبد يختار الحياة الباقية
والعبد ينزل في منازل خاوية

الرحيل المختوم

الرحيل المختوم
بوجع الفناء
شجرة اللبن
ترضعه غصنها الوردي
وكبد الأحلام
تسقيه من سردابها العطري

في الذاكره
يخت الحنين
و في القلب
سارية الجنين

حب معلب
غرام يشعشع صمت
عشق نافذته جبين

مريت من أمام هذا
كله بحفنة غليظة
غزيرة كثيفة الأنين
رأيت في عنوانه
صبى ورد
وغابة من نرجس عفوي
وفي أصوله
وكر مشاعر وشاعر
يخفف الحب الضرير
بمادة السنين
وينتشي بشربة النسيان
يفتح النوافذ العفيفة
لتعانق الجدران

سيبتدأ حكاية السجان
وينتهي بعرين منسي
هاجم النسيان بالعنوان
عنوان ذاكرة وقلب
وغصة تسقي حطب

أطفأوا ظلامكم

أطفأوا ظلامكم
نريد أن نراى أحلامنا
تومض بالتفاؤل المخفي
كقلب لوزنا المنفي
كفستق العبيد
وزهرة الجليد

نريد أن نكوي النوم
مكواه الأخير
لنشعل النجوم

ظلامكم يفوق في خرابه
خرافة الأديان
كخلطة النيران
وتنابز الألوان

ظلامكم فسفوري
في ضياعه وجود
وعرفه ولود
متناقل متناقص متثاقل

ظلامكم داكن
في حضنه رواية الخلود

الظلام شيء غبي
لايفهم
لايدرك
لايستقر
لايعرف الظلال والرمان

النور شيء غني
لايفتقر
لاينثني
لاينحني
لايعرف الضلال والظلام