ملحوظة قبل البدء :لمن ليس له وقت في قراءة المقال كامل تجد في أخر المقال ملخص له، كما قد وضعت أخر كل فقرة ملخص للفقرة ايضاً ،
———————————-
بعد نفس عميق أقول رب أشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي وأبدأ بسم الله الرحمن الرحيم
من خلال المواقف التي أصادفها في حياتي سوى كنت طرف فيها أو لم أكن طرف فيها -أقصد بالمواقف أي نشاط يشترك فيه أكثر من واحد سوى كانت خلافات أو مشاريع أو أفكار أو أعمال مشتركة – أتفكر في سبب عدم وصول هذا العمل أو الموقف إلى ناتج إيجابي –تحقيق الأهداف- أو حتى تأخر الوصول إلى الجانب الإيجابي هذا أن لم يكن ناتجه سلبي ومؤثر على كل الأطراف .
وفي كل موقف من هذه المواقف خصوصا المواقف التي نتائجها غير مرضية وسلبية، أقول لنفسي بعد تأمل وتفكر : شخصت الخلل وعرفت مصدرة ولابد من وصفة علاجية لتصلح ما فسد وتزيل الأثر الإضافي للموقف نفسه ، ويأتي موعد التجربة لهذه الوصفة وكلي شوق لمعرفة النتائج وفي داخلي أمل كبير بأن تحقق المطلوب ولكني أصادف حالات تختلف باختلاف المواقف ولأني أبحث عن وصفة تعالج كل المواقف بمختلف أنواعها ، وكما قلت في البداية أن مقصدي من الموقف هو أشتراك أكثر من واحد فيه (قد يصنع الموقف الشخص ونفسه أيضا) .
-عذراً فقد لا تكون قدراتي تسمح بالتشخيص واقتراح العلاج فهناك من هو أقدر مني بكثير من أصحاب الاختصاص في هذا المجال ، لكني فقط أحاول أن أستخدم جزء من نعم الله التي لا تعد ولا تحصى علينا لأن كلنا سنُسأل عن هذه النعم وفيما استخدمناها ، وادعو الله أن يثبتني وأياكم أجمعين وأن يهدنا الصراط المستقيم ويوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه -.
وأقدم لكم اعتذاري مرة أخرى لطول المقدمة فقد تظنها طويلة ومملة لكن الموضوع له من الأهمية ما تجعل حتى قراءة مجلد ضخم قليل في سبيل الوصول إلى العلاج أو تعلم طريقة العلاج.
ملخص المقدمة الطويلة في السؤال التالي:
كيف نتخلص من الوصول إلى نتائج سلبية أو تأخر جني النتائج الإيجابية في مختلف مواقفنا في الحياة ؟
نعود لعنوان المقال فهو مفتاح الطريق للوصول إلى الإجابة على هذا السؤال ،
فالأفكار الجامدة التي لا يقبل من يمتلكها أن يذيبها أو حتى تحليلها سوى بصنع موقف مع نفسه أو غيره ويقف عند هذه الفكرة أو هذا الرأي ، هذا إذا لم ينتبذ بها مكانا قصيا لأنه يعتبرها من الثوابت ومن الحقائق المطلقة التي لا تقبل النقاش ، وكأنه وحي من خالق الأرض والسماء وأقول هذا لان الخالق وحدة من يعلم الحقيقة المطلقة فكل ما نستنتجه بعقولنا القاصرة حقائق نسبية ، وبهذا يعيش متجمدا بفكرته أو بفكرة متجمدة فيه بعيدا عن الأفكار الأخرى التي تعارض فكرته أو تنفي صحتها متبعا الهوى وكأنه لم يقرأ قول الله تعالى “وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ”.
أما عَلِم أصحاب الأفكار المتجمدة أنهم قد خالفوا سنة الله في خلقه بعملهم هذا فسبحان القائل ” وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا” !
فما دام علمنا محدود وعقولنا قاصرة ونحن لسنا أنبياء يوحى إلينا ، إذن فإن كل رأي يحتمل الصحة والخطأ وليس معنى هذا أن تعيش متذبذب بلا رأي لكن عليك أن تؤمن بأن رأيك صحيح وبالمقابل عليك أن تؤمن أيضا أنه يحتمل الخطأ وخذ من كلام الأمام الشافعي رحمة الله عليه عبرة فقد كان يقول ” أعتقد أن رأيي صواب يحتمل الخطأ، وأن رأي مخالفي خطأ يحتمل الصواب”
ملخص الفقرة السابقة :
1- عقولنا قاصرة وعلمنا محدود وكل ما نعلمه حقائق نسبيه تحتمل الصواب والخطأ ولا يعلم الحقيقة المطلقة الا الله سبحانه وتعالى
2- يجب أن يكون لك موقف ورأي في حياتك تؤمن به لكن بالمقابل تؤمن أنه يحتمل الخطأ
3- ناقش رأي مخالفيك مع الأخذ بعين الاعتبار احتمال صحة رأيهم.
وبذلك تكون قد أذبت فكرتك وخلصتها من جمودها وقربتها الى مكانا وسطا وتخلصت من قيودها وحققت قول الله سبحانه وتعالى ” وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا”
هذه هي الجرعة الأولى من العلاج .
سأنهي كلامي ببعض الأعراض لجمود الأفكار
الكلام يخص الفرد أو الجماعة ( أن كان فرد فمقارنة بالآخرين وأن كانت جماعة مقارنة بالجماعات الأخرى)
1- تشعر بأنك وحيداً وبعيداً عن الآخرين وتردد دائما نحن قلة مستضعفون.
2- إحساس بحالات نفسيه لا تستطيع الخروج منها لا نك لن تؤمن انك مصاب بحالة نفسية ولن تحتمل ذلك.
3- انطلاق قوة استشعار سلبية واتباع الهوى.
4- تضارب أفكار وتناقض أقوال.
5- تردد أن الكل يخطط للإيقاع بك ومتأمر عليك.
6- شعور بالنقص وأفكارك ترفض لا نها منك أنت رغم صوابها .
7- وإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ.
أتمنى أن أكون قد وفقت في طرح الفكرة عليكم ، كما أتمنى عليكم أن لا تترددوا في الإضافة والحذف والتعديل لنصل إلى هدفنا السامي لننهض بمجتمعنا ونبني وطننا الغالي ، كما أدعوا المختصين في هذا المجال والمهتمين إلى الوقوف وقفة جادة لإيصال رسالتهم والقيام بواجبهم ، ولأصحاب الطرح الجميل والصياغة المختصرة المعبرة الحق في نقل أو أعادة صياغة ما كتبت بطريقتهم وبكلماتهم ولنقف كلنا صفا واحدا والدال على الخير كفاعلة .
ملخص المقال :
كيف نتخلص من الوصول إلى نتائج سلبية أو تأخر جني النتائج الإيجابية في مختلف مواقفنا في الحياة ؟
ان نؤمن ونسلم بالآتي
1- عقولنا قاصرة وعلمنا محدود وكل ما نعلمه حقائق نسبيه تحتمل الصواب والخطأ ولا يعلم الحقيقة المطلقة الا الله سبحانه وتعالى.
2- يجب أن يكون لك موقف ورأي في حياتك تؤمن به لكن بالمقابل تؤمن أنه يحتمل الخطأ.
3- ناقش رأي مخالفيك مع الأخذ بعين الاعتبار احتمال صحة رأيهم.
وبذلك تكون قد أذبت فكرتك وخلصتها من جمودها وقربتها الى مكانا وسطا وتخلصت من قيودها وحققت قول الله سبحانه وتعالى ” وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا”
ستكون لي وقفة مع جرعة علاجية أخرى هي آداب الاختلاف وفنون الحوار
لنحقق ونستشعر الا يمان العميق بقول الله سبحانه وتعالى “.. وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ..”